كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



766- الحَدِيث التَّاسِع:
رُوِيَ عَن النَّابِغَة الْجَعْدِي أَنه لما أنْشد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشّعْر الَّذِي آخِره:
بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وسناؤنا ** وَإِنَّا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا

قَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَى أَيْن يَا أَبَا لَيْلَى» قَالَ إِلَى الْجنَّة. قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة لَهما من حَدِيث يعْلى بن الْأَشْدَق قَالَ سَمِعت النَّابِغَة نَابِغَة بني جعدة يَقُول أنشدت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قولي:
بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وجدودنا ** وَإِنَّا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا

فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: «إِلَى أَيْن الْمظهر يَا أَبَا لَيْلَى» قلت إِلَى الْجنَّة قال: «أجل إِن شَاءَ الله» قَالَ ثمَّ قال: «أَنْشدني» فَأَنْشَدته من قولي:
وَلَا خير فِي حلم إِذا لم يكن لَهُ ** بَوَادِر تَحْمِي صَفوه أَن تكدرا

وَلَا خير فِي جهل إِذا لم يكن لَهُ ** حَلِيم إِذا مَا أورد الْأَمر أصْدرَا

فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة والسلام: «أَجدت لَا يفضض الله فَاك» قَالَ يعْلى بن الْأَشْدَق فَلَقَد رَأَيْته وَقد أَتَى عَلَيْهِ نَيف وَمِائَة سنة وَلم تذْهب لَهُ سنّ... وَرَوَاهُ الْبَزَّار كَذَلِك فِي مُسْنده وَله طَرِيق آخر عِنْد الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل أَيْضا رَوَاهُ من حَدِيث مُجَاهِد بن سليم بن عبد الله بن جَراد قَالَ سَمِعت النَّابِغَة... فَذكره وَالْقَصِيدَة طَوِيلَة.
767- الحَدِيث الْعَاشِر:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قال: «اتْلُوا الْقُرْآن وابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا» قلت رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي التَّهَجُّد من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن رَافع أبي رَافع عَن ابْن أبي مليكَة عَن عبد الرَّحْمَن بن السَّائِب قَالَ قدم علينا سعد بن أبي وَقاص وَقد كف بَصَره فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ من أَنْت فَأَخْبَرته فَقَالَ مرْحَبًا يَا ابْن أخي بَلغنِي أَنَّك حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «إِن هَذَا الْقُرْآن نزل بحزن فَإِذا قرأتموه فابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا وَتَغَنوا بِهِ فَمن لم يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ منا» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو يعلي الْموصِلِي والْحَارث بن أبي أُسَامَة فِي مسنديهما وَرَوَاهُ كَذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر وَله طَرِيق أُخْرَى رَوَاهَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسنديهما من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر عَن ابْن أبي مليكَة عَن عبد الله بن السَّائِب عَن سعد قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا الْقُرْآن وابكوا فَإِن لم تبكوا فتباكوا» انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ عَن سعد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد وَعبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكر هَذَا لين الحَدِيث انْتَهَى.
768- الحَدِيث الْحَادِي عشر:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قال: «إِن الْقُرْآن نزل بحزن فَإِذا قرأتموه فتحازنوا» قلت غَرِيب وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة ريَاح بن عَمْرو الْقَيْسِي من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن سيف حَدثنَا عُوين بن عَمْرو أَخُو ريَاح الْقَيْسِي حَدثنَا الْجريرِي عَن أبي بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأ الْقُرْآن بحزن فَإِنَّهُ نزل بحزن» انْتَهَى. وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده كَذَلِك وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ وَأعله بِعُوَيْنٍ بن عَمْرو وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي أخر تَفْسِيره حَدثنَا عبد الْبَاقِي بن قَانِع حَدثنَا مُحَمَّد بن يُونُس حَدثنَا أَبُو زيد سعيد بن أَوْس حَدثنَا قيس بن الرّبيع عَن قَابُوس بن أبي ظبْيَان عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن الْقُرْآن نزل بحزن فَاقْرَءُوهُ بحزن» انْتَهَى.
769- الحَدِيث الثَّانِي عشر:
رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام احْتبسَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَقيل خَمْسَة عشر حِين سُئِلَ عَن قصَّة أَصْحَاب الْكَهْف وَذي القرنين وَالروح فَلم يدر كَيفَ يُجيب وَرَجا أَن يُوحَى إِلَيْهِ فِيهِ فشق عَلَيْهِ ذَلِك وَقَالَ الْمُشْركُونَ ودعه ربه وقلاه فَلَمَّا نزل جِبْرِيل قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْطَأت حَتَّى سَاءَ ظَنِّي وَاشْتقت إِلَيْك» فَقَالَ إِنِّي كنت أشوق وَلَكِنِّي عبد مَأْمُور إِذا بعثت نزلت وَإِذا حبست احْتبست وَأنزل الله هَذِه الْآية: {وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك} وَسورَة الضُّحَى. قلت: رَوَاهُ ابْن إِسْحَاق فِي سيرته بِنَقص يسير فَقَالَ حَدثنِي شيخ من أهل مصر قدم علينا مُنْذُ بضع وَأَرْبَعين سنة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن قُريْشًا جَاءُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا مُحَمَّد أخبرنَا عَن فتية ذَهَبُوا فِي الدَّهْر الأول قد كَانَت لَهُم قصَّة عَجِيبَة وَعَن رجل كَانَ طَوافا قد بلغ مَشَارِق الأَرْض وَمَغْرِبهَا وَأخْبرنَا عَن الرّوح مَا هِيَ فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَدا أخْبركُم عَمَّا سَأَلْتُم». وَلم يسْتَثْن فانصرفوا عَنهُ فَمَكثَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يذكرُونَ خمس عشرَة لَيْلَة لَا يحدث الله إِلَيْهِ فِي ذَلِك وَحيا وَلَا يَأْتِيهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَحْزَن ذَلِك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشق عَلَيْهِ مَا يتَكَلَّم أهل مَكَّة ثمَّ جَاءَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِسُورَة أَصْحَاب الْكَهْف فِيهَا مُعَاتَبَته إِيَّاه عَلَى حزنه عَلَيْهِم وَخبر مَا سَأَلُوهُ عَنهُ من أَمر الْفتية وَالرجل الطّواف وَالروح قَالَ ابْن إِسْحَاق فَذكر لي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لجبريل حِين جَاءَهُ «لقد احْتبست عني يَا جِبْرِيل حَتَّى سُؤْت ظنا» فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك. مُخْتَصر.
وَمن طَرِيق ابْن إِسْحَاق رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس... فَذكره نَحوه وَفِيه قَالَ فَأَبْطَأَ جِبْرِيل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَة عشر يَوْمًا لَا يَأْتِيهِ لتَركه الِاسْتِثْنَاء... الحَدِيث. وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره ثمَّ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَعَن عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَمُقَاتِل والكلبي قَالُوا احْتبسَ جِبْرِيل... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف وَسَنَد الثَّعْلَبِيّ إِلَى الْمَذْكُورين أول كِتَابه.
770- الحَدِيث الثَّالِث عشر:
عَن جَابر بن عبد الله أَنه سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الْوُرُود فَقال: «إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة قَالَ بَعضهم لبَعض أَلَيْسَ قد وعدنا رَبنَا أَن نرد النَّار قَالَ فَيُقَال لَهُم قد وردتموها وَهِي خامدة».
قلت غَرِيب وَلم أَجِدهُ إِلَّا من قَول خَالِد بن معدان فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان قال: «إِذا جَازَ الْمُؤْمِنُونَ الصِّرَاط نَادَى بَعضهم ألم يعدنا رَبنَا أَن نرد النَّار فَيُقَال لَهُم قد وردتموها وَهِي خامدة» انْتَهَى. وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة خَالِد بن معدان. وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيبه حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة حَدثنَا بكار ابْن أبي مَرْوَان عَن خَالِد بن معدان... فَذكره وَعَن أبي عبيد رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الْحَادِي وَالسبْعين بعد الْمِائَة أخبرنَا عبد الْعَزِيز بن أبي رواد يرفعهُ إِلَى خَالِد بن معدان... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا سُفْيَان عَن رجل عَن خَالِد ابْن معدان... فَذكره وَلم يذكر الْبَغَوِيّ هَذَا الحَدِيث فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط إِلَّا من قَول خَالِد بن معدان. قَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْفَضَائِل وخَالِد بن معدان من كبار التَّابِعين صحب معَاذ بن جبل فَمن بعده من الصَّحَابَة.
771- الحَدِيث الرَّابِع عشر:
وَعَن جَابر أَنه سُئِلَ عَن الْآيَة فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «الْوُرُود الدُّخُول لَا يَبْقَى بر وَلَا فَاجر إِلَّا دَخلهَا فَتكون عَلَى الْمُؤمنِينَ بردا وَسلَامًا كَمَا كَانَت عَلَى إِبْرَاهِيم حَتَّى أَن للنار ضَجِيجًا من بردهَا» قلت رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد فِي مسانيدهم قَالُوا ثَلَاثَتهمْ حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب حَدثنَا أَبُو صَالح غَالب بن سُلَيْمَان عَن كثير بن زِيَاد البرْسَانِي عَن أبي سميَّة قَالَ اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُود فَمن قَائِل لَا يدخلهَا مُؤمن وَمن قَائِل يدْخلُونَهَا جَمِيعًا ثمَّ يُنجى الَّذين اتَّقوا فسألنا جَابِرا عَن ذَلِك فَقَالَ وَقد أَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ صمتا إِن لم أكن سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «الْوُرُود الدُّخُول لَا يَبْقَى بر وَلَا فَاجر إِلَّا دَخلهَا فَتكون عَلَى الْمُؤمن بردا وَسلَامًا كَمَا كَانَت عَلَى إِبْرَاهِيم حَتَّى إِن لِجَهَنَّم ضَجِيجًا من بردهمْ ثمَّ يُنجي الله الَّذين اتَّقوا». انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس عشر وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَقَالَ إِسْنَاده حسن ذكره فِي الْبَاب التَّاسِع وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا عَمْرو بن مَنْصُور حَدثنَا سُلَيْمَان بِهِ وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب حَدثنَا أَبُو صَالح غَالب بن سُلَيْمَان عَن كثير بن زِيَاد أبي سهل عَن مسَّة الْأَزْدِيَّة عَن عبد الرَّحْمَن بن شيبَة قَالَ اخْتَلَفْنَا فِي الْوُرُود فَقَالَ قوم لَا يدخلهَا مُؤمن وَقَالَ آخَرُونَ يدْخلُونَهَا جَمِيعًا ثمَّ يُنجى الَّذين اتَّقوا فَأَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ وَقَالَ صمتا إِن لم أكن سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «الْوُرُود...» إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
772- الحَدِيث الْخَامِس عشر:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحمى من فيح جَهَنَّم».
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الطِّبّ من حَدِيث عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحمى من فيح جَهَنَّم فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» انْتَهَى.
773- الحَدِيث السَّادِس عشر:
فِي الحَدِيث «الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار».
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أبي رَيْحَانَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الطِّبّ حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن إِسْمَاعِيل بن عبيد الله عَن أبي صَالح الْأَشْعَرِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه عَاد مَرِيضا من وعك بِهِ وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: «اُبْشُرْ فَإِن الله تعالى يَقُول هِيَ نَارِي أُسَلِّطهَا عَلَى عَبدِي الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا ليَكُون حَظه من النَّار فِي الْآخِرَة» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي الْجَنَائِز وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَسَّال حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّاذكُونِي حَدثنَا عُبَيْس بن مَيْمُون حَدثنِي قَتَادَة عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحمى حَظّ الْمُؤمن من النَّار» انْتَهَى.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عُثْمَان بن مخلد الوَاسِطِيّ حَدثنَا هشيم عَن الْمُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الْحمى خطّ كل مُؤمن من النَّار» انْتَهَى. وَقَالَ لَا نعلم أسْندهُ عَن هشيم إِلَّا عُثْمَان بن مخلد انْتَهَى.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله عُثْمَان بن مخلد الوَاسِطِيّ لَا بَأْس بِهِ لكنه خُولِفَ فِي رفع هَذَا الحَدِيث فَرَوَاهُ منْدَل بن عَلّي عَن هشيم بِهِ مَوْقُوفا وَهُوَ الْمَحْفُوظ وَأما حَدِيث أبي رَيْحَانَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين من حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عصمَة بن سَالم الْهنائِي حَدثنَا الْأَشْعَث بن جَابر الْحدانِي عَن شهر بن حَوْشَب عَن أبي رَيْحَانَة مَرْفُوعا «الْحمى من فيح جَهَنَّم وَهِي نصيب الْمُؤمن من النَّار» انْتَهَى.
قَالَ أَبُو طَاهِر هَذَا إِسْنَاد فِيهِ جمَاعَة من الضُّعَفَاء وَأَبُو رَيْحَانَة أُسَمِّهِ شَمْعُون انْتَهَى. وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الشّعب عَن يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّد بن مطرف عَن أبي الْحصين عَن أبي صَالح الْأَشْعَرِيّ عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا «الْحمى كي من جَهَنَّم فَمَا أصَاب الْمُؤمن كَانَ حَظه من النَّار» انْتَهَى.
وَأما حَدِيث عُثْمَان فَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ من حَدِيث فضل بن حَمَّاد الوَاسِطِيّ حَدثنَا عبد الله بن عمرَان الْقرشِي حَدثنَا مَالك بن دِينَار عَن معبد الْجُهَنِيّ عَن عُثْمَان ابْن عَفَّان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار» انْتَهَى.
وَأعله بِفضل بن حَمَّاد وَبِعَبْد الله بن عمرَان أَيْضا وَقَالَ إِسْنَاد غير مَحْفُوظ وَيروَى بِإِسْنَاد أصلح من هَذَا وَهُوَ حَدِيث صَحِيح وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب أخبرنَا مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن الْموصِلِي حَدثنَا أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان حَدثنَا صَالح بن أَحْمد الْهَرَوِيّ حَدثنَا أَحْمد بن رَاشد الْهِلَالِي حَدثنَا حميد بن عبد الرَّحْمَن الرواسِي عَن الْحسن ابْن صَالح عَن الْحسن بن عَمْرو عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار وَحمى لَيْلَة تلْغي خَطَايَا سنة» انْتَهَى.
قَالَ ابْن طَاهِر وَالْحسن بن صَالح تَركه يَحْيَى الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَأما حَدِيث سعد بن معَاذ فَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمته أخبرنَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي حَدثنَا أَبُو المتَوَكل أَن سعد ابْن معَاذ ذكر لَهُ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من كَانَت بِهِ حمى فَهِيَ حَظه من النَّار» قَالَ فَسَأَلَهَا سعد فَلَزِمته وَلم تُفَارِقهُ حَتَّى فَارق الدُّنْيَا انْتَهَى.
774- قَوْله عَن الْحسن أَنَّهَا نزلت فِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَالْمَشْهُور أَنَّهَا فِي الْعَاصِ بن وَائِل قَالَ خباب بن الْأَرَت كَانَ لي دين عَلَيْهِ فاقتضيته قَالَ لَا وَالله حَتَّى تكفر بِمُحَمد... الحَدِيث. قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِجَارَة وَمُسلم فِي كتاب الْمُنَافِقين من حَدِيث مَسْرُوق عَن خباب بن الْأَرَت قَالَ كنت قينا فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ لي دين عَلَى الْعَاصِ بن وَائِل فَأَتَيْته أَتَقَاضَاهُ فَقَالَ لَهُ لَا أُعْطِيك حَتَّى تكفر بِمُحَمد فَقلت لَا وَالله لَا أكفر بِمُحَمد حَتَّى يُمِيتك الله ثمَّ تبْعَث فَقَالَ إِنِّي لمَيت ثمَّ مَبْعُوث قلت نعم قَالَ دَعْنِي حَتَّى أَمُوت ثمَّ أبْعث فسأوتي مَالا وَولدا فَأَقْضِيك فَنزلت أَفَرَأَيْت الَّذِي كفر بِآيَاتِنَا... الْآيَات انْتَهَى.